مكثت شهرا في مسجد القرية ببرقايل عكار من شمال لبنان بين منتصف تشرين الأول والثاني أؤم الفجر وأنا الوحيد الذي كان يلبس الكمامة! اللهم الا من شخص هنا أو هناك يمر كل يومين أو ما شابه.
وبقيت الى آخر يوم وفي آخر خاطرة، التي أعطيها بعد الفجر، قلت لهم قبل يوم رجوعي لأمريكا، أنا لم أعطكم تذكرة أو موعظة في أهمية وضع الكمامة إنما اكتفيت بوضعها نفسي علها تكون قدوة لكم.
أستبعد أن أحدا يضعها الان.
أتابع كثرة الوفيات في القرية، ناهيك عن أعداد المصابين المعروفين وغير المعروفين، لأناس هم أعزة وأحباب والبعض منهم أهل المسجد.
أتفهم حالة التذمر من إزدواجية الدولة في فتح الملاهي والمراقص رأس السنة ثم الطلب بالإغلاق بعدها فهذا موضوع لن أدخل فيه لأنني لا أحيط بأبعاده إن كانت مصلحية اقتصادية أو سياسية أو ما شابه.
وأتفهم حالة الإمتعاض من البعض بقرارات دار الفتوى لإغلاق المساجد، وأن المسألة بالمقارنة مع وضع البلد المتفلت في الأسواق والنوادي الليلة لن يجدي نفعا، ولماذا التركيز على دور العبادة فقط؟
ولكن هل يمكن حقيقة من باب الأخذ بالأسباب والوقاية أن نصل الى ضرورة وضع الكمامة على الأقل في أي تجمع عام والتزام الجميع به، مسجدا كان أم عزاء أم تجمعا أيا ما كان..
نحن بأمس الحاجة لفهم أن وضع الكمامة الآن هو بمثابة لبس حزام الأمان وقت قيادة السيارة إن لم يكن أهم..
حفظ الله أحبتنا ورحم موتانا وشفى مرضانا اللهم آمين