لا يختلف متابعان على أن الصراعات المتتالية في لبنان لم تكن محلية صرف، بل تداخلت فيها التأثيرات الإقليمية والدولية لتترك بصماتها بوضوح على هذه الدولة المتوسطية الصغيرة الحجم والتاريخية التأثير! فلا يمكن أن يغفل عن بال اللبنانيين الأصابع الخارجية في الأحداث الدامية عام 1860، وفي الاحداث الطائفية عام 1958 وفي حرب السنتين عام 1975 وما تلاها. ولذلك لا يستغربون أن تكون هناك “أنامل خارجية” فيما حصل ويحصل على الساحة اللبنانية من أزمات معيشية واجتماعية ومالية، ستدفع وفق الرغبة الغربية إلى الفقر وربما الجوع. ودائماً يتم إختلاق المبررات الخارجة عن المألوف من أجل هزّ الإستقرار في منطقة سها عن بالها هذا النوع من الحياة منذ زرع دولة اسرائيل على الأرض الفلسطينية.
فبغض النظر عن التحركات المشبوهة التي سُجلت في عاصمة الشمال أواخر الأسبوع الفائت ومن وقف وراءها أو تسبب بها، توقف المراقبون عند عدة ملاحظات يمكن الإضاءة على ثلاث، هي الأبرز بينها:
الملاحظة الأولى، هو البيان الذي صدر منتصف الأسبوع الماضي عن وزارة الخارجية الأميركية والذي يشدد على السلطة في لبنان بعدم استعمال العنف مع المحتجين “على الأوضاع المعيشية”. بدون أن يتوقف ولو للحظة أو يشير عرضاً إلى قيام أولئك الذين “يدّعون الثورة” برمي عدة قنابل هجومية وعشرات قنابل المولوتوف على القوى الأمنية. ويا ليت واشنطن “الحريصة جداً على ما يجري في لبنان” أخبرتنا عن القتلى والجرحى الذين سقطوا على أرضها الشهر الماضي. وكيف تعاملت هي مع المحتجين الذين داسوا كرامة مبنى الكابيتول بما له من رمزية لدى الأميركيين. وكيف سيكون مستوى الأحكام التي ستصدر بحقهم؟.
الملاحظة الثانية، هي أن السفير التركي في بيروت كان سبّاقاً في الوصول إلى طرابلس وإبداء رغبة حكومته بالتبرع بإصلاح الأضرار التي تعرضت لها المباني الرسمية، وتحديداً مبنى بلدية طرابلس الذي يعود تاريخ بنائه إلى الفترة العثمانية، وما رافق ذلك من علامات استفهام حول غياب تركيا السابق عن أية خطوات من هذا القبيل عندما كانت الحرب تدمر الأخضر واليابس في لبنان وفي طرابلس تحديداً، في وقت يرتفع فيه منسوب التجاذبات الحاصلة بين أنقرة وباريس على الساحة اللبنانية كما في عدة مفاصل إقليمية ودولية، والحديث المتجدد عن إمكانية عودة “داعش” إلى ربوع وطن الأرز!
الملاحظة الثالثة هي تشبُّث فرنسا بـ “مبادرتها” رغم أنف السياسيين اللبنانيين الذين لم يتنازلوا عن صراعاتهم، مما أضطر الرئيس ايمانويل ماكرون الذي يستعد لزيارة ثالثة إلى بيروت، للخروج عن الأصول الديبلوماسية عند مخاطبة أولئك المسؤولين. مع عدم إغفال حساسية بعض الأطراف على عودته المظفرة إلى ربوع لبنان الكبير!
فالفيحاء التي عاشت في السابق فترات عصيبة من الجولات الدامية والصراعات قد تكون اليوم مضطرة إلى دفع أثمان إضافية غصباً عنها وتلبية لرغبات لا يهمها عدد الضحايا بل مصالحها واستراتيجياتها! ومن له أذنان صاغيتان فليسمع ويتعظ!..
بين أميركا وتركيا ضاعت أمومة فرنسا للبنان!… مرسال الترس
لا يختلف متابعان على أن الصراعات المتتالية في لبنان لم تكن محلية صرف، بل تداخلت فيها التأثيرات الإقليمية والدولية لتترك بصماتها بوضوح على هذه الدولة المتوسطية الصغيرة الحجم والتاريخية التأثير! فلا يمكن أن يغفل عن بال اللبنانيين الأصابع الخارجية في الأحداث الدامية عام 1860، وفي الاحداث الطائفية عام 1958 وفي حرب السنتين عام 1975 وما تلاها. ولذلك لا يستغربون أن تكون هناك “أنامل خارجية” فيما حصل ويحصل على الساحة اللبنانية من أزمات معيشية واجتماعية ومالية، ستدفع وفق الرغبة الغربية إلى الفقر وربما الجوع. ودائماً يتم إختلاق المبررات الخارجة عن المألوف من أجل هزّ الإستقرار في منطقة سها عن بالها هذا النوع من الحياة منذ زرع دولة اسرائيل على الأرض الفلسطينية.
فبغض النظر عن التحركات المشبوهة التي سُجلت في عاصمة الشمال أواخر الأسبوع الفائت ومن وقف وراءها أو تسبب بها، توقف المراقبون عند عدة ملاحظات يمكن الإضاءة على ثلاث، هي الأبرز بينها:
الملاحظة الأولى، هو البيان الذي صدر منتصف الأسبوع الماضي عن وزارة الخارجية الأميركية والذي يشدد على السلطة في لبنان بعدم استعمال العنف مع المحتجين “على الأوضاع المعيشية”. بدون أن يتوقف ولو للحظة أو يشير عرضاً إلى قيام أولئك الذين “يدّعون الثورة” برمي عدة قنابل هجومية وعشرات قنابل المولوتوف على القوى الأمنية. ويا ليت واشنطن “الحريصة جداً على ما يجري في لبنان” أخبرتنا عن القتلى والجرحى الذين سقطوا على أرضها الشهر الماضي. وكيف تعاملت هي مع المحتجين الذين داسوا كرامة مبنى الكابيتول بما له من رمزية لدى الأميركيين. وكيف سيكون مستوى الأحكام التي ستصدر بحقهم؟.
الملاحظة الثانية، هي أن السفير التركي في بيروت كان سبّاقاً في الوصول إلى طرابلس وإبداء رغبة حكومته بالتبرع بإصلاح الأضرار التي تعرضت لها المباني الرسمية، وتحديداً مبنى بلدية طرابلس الذي يعود تاريخ بنائه إلى الفترة العثمانية، وما رافق ذلك من علامات استفهام حول غياب تركيا السابق عن أية خطوات من هذا القبيل عندما كانت الحرب تدمر الأخضر واليابس في لبنان وفي طرابلس تحديداً، في وقت يرتفع فيه منسوب التجاذبات الحاصلة بين أنقرة وباريس على الساحة اللبنانية كما في عدة مفاصل إقليمية ودولية، والحديث المتجدد عن إمكانية عودة “داعش” إلى ربوع وطن الأرز!
الملاحظة الثالثة هي تشبُّث فرنسا بـ “مبادرتها” رغم أنف السياسيين اللبنانيين الذين لم يتنازلوا عن صراعاتهم، مما أضطر الرئيس ايمانويل ماكرون الذي يستعد لزيارة ثالثة إلى بيروت، للخروج عن الأصول الديبلوماسية عند مخاطبة أولئك المسؤولين. مع عدم إغفال حساسية بعض الأطراف على عودته المظفرة إلى ربوع لبنان الكبير!
فالفيحاء التي عاشت في السابق فترات عصيبة من الجولات الدامية والصراعات قد تكون اليوم مضطرة إلى دفع أثمان إضافية غصباً عنها وتلبية لرغبات لا يهمها عدد الضحايا بل مصالحها واستراتيجياتها! ومن له أذنان صاغيتان فليسمع ويتعظ!..
لا يختلف متابعان على أن الصراعات المتتالية في لبنان لم تكن محلية صرف، بل تداخلت فيها التأثيرات الإقليمية والدولية لتترك بصماتها بوضوح على هذه الدولة المتوسطية الصغيرة الحجم والتاريخية التأثير! فلا يمكن أن يغفل عن بال اللبنانيين الأصابع الخارجية في الأحداث الدامية عام 1860، وفي الاحداث الطائفية عام 1958 وفي حرب السنتين عام 1975 وما تلاها. ولذلك لا يستغربون أن تكون هناك “أنامل خارجية” فيما حصل ويحصل على الساحة اللبنانية من أزمات معيشية واجتماعية ومالية، ستدفع وفق الرغبة الغربية إلى الفقر وربما الجوع. ودائماً يتم إختلاق المبررات الخارجة عن المألوف من أجل هزّ الإستقرار في منطقة سها عن بالها هذا النوع من الحياة منذ زرع دولة اسرائيل على الأرض الفلسطينية.
فبغض النظر عن التحركات المشبوهة التي سُجلت في عاصمة الشمال أواخر الأسبوع الفائت ومن وقف وراءها أو تسبب بها، توقف المراقبون عند عدة ملاحظات يمكن الإضاءة على ثلاث، هي الأبرز بينها:
الملاحظة الأولى، هو البيان الذي صدر منتصف الأسبوع الماضي عن وزارة الخارجية الأميركية والذي يشدد على السلطة في لبنان بعدم استعمال العنف مع المحتجين “على الأوضاع المعيشية”. بدون أن يتوقف ولو للحظة أو يشير عرضاً إلى قيام أولئك الذين “يدّعون الثورة” برمي عدة قنابل هجومية وعشرات قنابل المولوتوف على القوى الأمنية. ويا ليت واشنطن “الحريصة جداً على ما يجري في لبنان” أخبرتنا عن القتلى والجرحى الذين سقطوا على أرضها الشهر الماضي. وكيف تعاملت هي مع المحتجين الذين داسوا كرامة مبنى الكابيتول بما له من رمزية لدى الأميركيين. وكيف سيكون مستوى الأحكام التي ستصدر بحقهم؟.
الملاحظة الثانية، هي أن السفير التركي في بيروت كان سبّاقاً في الوصول إلى طرابلس وإبداء رغبة حكومته بالتبرع بإصلاح الأضرار التي تعرضت لها المباني الرسمية، وتحديداً مبنى بلدية طرابلس الذي يعود تاريخ بنائه إلى الفترة العثمانية، وما رافق ذلك من علامات استفهام حول غياب تركيا السابق عن أية خطوات من هذا القبيل عندما كانت الحرب تدمر الأخضر واليابس في لبنان وفي طرابلس تحديداً، في وقت يرتفع فيه منسوب التجاذبات الحاصلة بين أنقرة وباريس على الساحة اللبنانية كما في عدة مفاصل إقليمية ودولية، والحديث المتجدد عن إمكانية عودة “داعش” إلى ربوع وطن الأرز!
الملاحظة الثالثة هي تشبُّث فرنسا بـ “مبادرتها” رغم أنف السياسيين اللبنانيين الذين لم يتنازلوا عن صراعاتهم، مما أضطر الرئيس ايمانويل ماكرون الذي يستعد لزيارة ثالثة إلى بيروت، للخروج عن الأصول الديبلوماسية عند مخاطبة أولئك المسؤولين. مع عدم إغفال حساسية بعض الأطراف على عودته المظفرة إلى ربوع لبنان الكبير!
فالفيحاء التي عاشت في السابق فترات عصيبة من الجولات الدامية والصراعات قد تكون اليوم مضطرة إلى دفع أثمان إضافية غصباً عنها وتلبية لرغبات لا يهمها عدد الضحايا بل مصالحها واستراتيجياتها! ومن له أذنان صاغيتان فليسمع ويتعظ!..