ما هو سقف المصلحة التي تقضي بتجاوز الأعراف في بكركي؟… مرسال الترس
بعد البلبلة التي أحدثتها واقعة الوفد البطريركي (مستشار البطريرك الوزير السابق سجعان قزي ومدير مكتب الاعلام في الصرح المحامي وليد غياض) الذي أرسله سيد بكركي البطريرك بشارة الراعي إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري مطلع هذا الأسبوع، للتداول بالأفكار المطروحة في الكواليس السياسية، بغية إزالة العراقيل من أمام تشكيل الحكومة المنتظرة. علمت ″سفير الشمال″ ان أصواتاً عدة في مواقع روحية مختلفة في الطائفة ردّدت بنبرات مرتفعة: “ألم يعد هناك مطارنة في الصرح البطريركي”؟
فما هو سقف المصالح بتجاوز الأعراف المعتمدة منذ قرون في الصرح البطريركي الماروني؟ أم أن هناك خططاً محددة لإستبدال الأدوار؟
أسئلة مطروحة بشدّة وحدّة في زوايا المكونات الروحية المارونية التي تشكّل الإطار الداعم لأبرز موقع ديني في الطائفة التي تُعتبر من الأبرز في الشرق الأوسط، وتحمل شعار “مجد لبنان أعطي لها”، وبخاصة بعد التآكل الحاصل في أعداد المسيحيين في الشرق إثر الحروب التي عصفت في المنطقة. تارة تحت مسمى “الربيع العربي” وطوراً “الشرق الأوسط الجديد”، مضافاً إليها “داعش” و “النصرة” وما بينهما، لتترجم في كل الظروف تبديداً للوجود المسيحي، منذ حلّت الدولة اليهودية على الأرض الفلسطينية.
من المُسَلّم به ووفق القوانين البطريركية المعتمدة، فان البطريرك الماروني هو الذي يعبر شخصياً عن التوجه العام للصرح، وإن لم يكن ذلك الموقف قد حصل على إجماع مجلس المطارنة، أو المراجع الأخرى في الطائفة (كالرهبانيات مثلاً). ولكن لم يسبق أن قام سادة الصرح بتكليف أي شخصية مدنية وعلناً في نقل رسالة محددة. حيث أنه من المتعارف عليه، وما دأبت عليه بكركي، هو أن يكون النائب البطريركي العام أو أحد المطارنة مترئساً أي وفد سيتحدث باسم البطريرك. مع إحتمال أن يضم الوفد شخصية أو أكثر غير مدنية. وإذا حصل، فيتم ذلك بصورة غير معلنة لعدم لفت النظر إلى الزيارة أو مضمونها!
ومن المُسَلّم به أيضاً، أن سيد بكركي قد يعمد إلى الاستئناس برأي شخصية غير روحية أو أكثر لأمر سياسي أو سواه، ولكن لم يسبق أن إعتمد سيد الصرح شخصية مدنية منبثقة من توجهات سياسية محددة، لكي تكون لها صفة المستشار الشخصي للأمور السياسية أو الإعلامية أو العلاقات العامة، بل كان ذلك يتم بصورة غير معلنة. حتى لا يتم إلزام صاحب الغبطة بمواقف لم تصدر عنه شخصياً، وربما يرغب بإعادة النظر فيها أو بلورتها، كالموقف الذي أطلقه الوزير السابق قزي نهاية شهر شباط الفائت عبر إحدى الصحف وجاء فيه: “ان البطريرك (الراعي) مكمل حتى النهاية في طروحاته (ويقصد هنا الحياد والتدويل)، ولا تراجع فيما يقوم به لانه يرى فيه الخلاص للبنان”. من دون إغفال أن تلك المواقف قد أحدثت شرخاً عامودياً في المجتمع اللبناني!.