السلاح بيد الجاهل بيجرح
كتبت راوية المصري…
لا يوجد تاريخ محدد لظاهرة اطلاق النار في المناسبات، ولا يوجد مبرر لهذه الظاهرة المرعبة، كارثة متفشية بشكل سافر في بعض الدول العربية وخاصة في القرى التي يغيب عنها الأمن ويتفشى فيها الجهل حيث لا حسيب ولا رقيب .
الإحساس بالمسؤولية من صفات الرجل الحقيقي الذي يتجنب أذى الناس ويراعي صراخ الأطفال وهلع كبار السن ودراية المرضى، ولا ينهي حياة إنسان بريء جمعته الصدفة بكومة أحجار ولا هذا الجار، ذنبه الوحيد كان من جيرانه او أحد اقاربه وربما يكون في القرى المجاورة لقريته، تصرفات شاذة ترتبط بالتعالي على الآخرين والتفاخر على الاوادم والمثقفين!!
لا نستطيع ان نحدد ماذا يجري وما سبب إطلاق النار لأنهم يطلقون النار في الأفراح والاتراح في النجاح والرسوب، وعندما يأتي ولي العهد الذي سيحمل إسم اديسون او الفريد الذي أخترع البارود ولم يستعمله، فضلا عن المعارك الضارية بين عشيرتين تستمر لساعات يوميا بالأسلحة الثقيلة وكأنهم يحررون القدس، للحظة يظن الناس أن المنطقة دمرت بكاملها ولم يبقى سقف فوق بيت، والغريب لا يصاب أحد من الخصم ولا البيوت ولا حتى كلاب الحراسة، إنما الرصاصة الطائشة تصيب أحد المارة الذي لا ناقة ولا جمل له في حرب عرض العضلات والمراجل!!
ويسجل ضد مجهول ويضيع الغريم ومطلق النار يستمر في قتل الأبرياء وترويع الناس وكأنه كان يصطاد عصفور …
اذا فكرنا بعمق نرى ان 90 بالمية من الشعوب العربية لم تتطور فكريا وما زالت تفكر بعصر قديم جاهلي!!
عادات موروثة وتزداد مع كل جيل جديد افكار ومعتقدات كانت تمارس قديما وللحظة تشعر نفسك تشاهد مقطع من فيلم ايام الجاهلية أثناء حديثك مع بعض الأشخاص وعند انتهاء الحديث تنتقل من عصر الجاهلي الى العصر الحديث، وترى إنسان عصري يليق به ان يكون بعصر الانفتاح والتكنولوجيا والحداثة، يرتدي بدلة ايطالية، وعطر فرنسي، وسيارة اميركية، وهاتف الماني، وساعة سويسرية، والغريب ان الشخص نفسه ولكن بعقلية مختلفة عن مظهره الخارجي، وكأننا فعلا كنا نشاهد فيلم او نمثله، عندما نتكلم عن ما يزيد عن 1400 عام فورا يخطر ببالنا السيف والحصان والخيمة والجرة وصراعات القبائل والغزو والجواري والقتل، مرت قرون وما زال الكثير بنفس التفكير بملابس حديثة هناك اشخاص يعيشون في عصرين بنفس الوقت عقل جاهلي ومظهر حضاري وأقل ما يقال عنهم متخلفين عقليا!!
ما كان يصلح أيام الجاهلية لا يصلح اليوم قديما كانوا يسكنون الخيم ويعتاشون على الغزو والسبي، اليوم يسكنون القصور ويعتاشوا على التجارة والصناعة والزراعة، كانوا يمتطون الإبل والحمير، اليوم يقودون السيارات ويسافرون في الطائرات، كانوا يقاتلون في السيف والترس ، اليوم يوجد مدافع وصواريخ وأسلحة نووية، كانوا يقضون ثلاثة شهور سيرا على الأقدام كي يحجون اليوم ساعات ويكونوا في افخر الفنادق في مكة والمدينة، كانوا يرتدون الجلباب، اليوم يرتدون الجينز وربطة عنق، كانوا يقضوا حاجتهم في العراء ويمسحوا مؤخراتهم في الحجارة ان وجدت، اليوم يستخدمون المراحيض والجاكوزي ويمسحون بالفوط المعطرة، كانوا يدربون الحمام لأعوام لنقل رسائلهم اليوم جميع وسائل التواصل متاحة .
عندما بدأ عصر الحداثة وانفتاح العالم على بعضه البعض ظن الكثيرين من المثقفين المتضررين من هذه الوحشية بجميع المستويات ان وسائل التواصل ربما تكون فرصة ذهبية اجتاحت العالم العربي لاستغلالها وتطورها من خلال الأفكار المفيدة والتعليم والمراحل التي مر بها العالم والتجارب التي استخدمها الغرب حتى وصل الى هذا الإبداع!
ولكن خاب الظن لأنهم لم يتعلموا من هذه الفرصة التي ربما لا تتكرر إلا الصياعة وتمضية معظم أوقاتهم بألالعاب الالكترونية ووسائل التواصل والمسلسلات والموضة والرقص على موسيقى غربية وقصات الشعر وثمثيل أفلام شبيهة بهوليود بأطلاق الرصاص والاجرام!
اما فكريا ما زالوا قابعين هناك ولم يكن أي تقدم يذكر بما يخص الثقافة والإقلاع عن العادات والتقاليد المتخلفة، وما زال عالمنا بحاجة لكل شيء !
العالم لا يتأثر بشيء من اختفائنا عن وجه الأرض إلا تجار الأسلحة ممكن أن يستغرقوا وقتا للبحث عن شعوب تقتل بعضها البعض مثل افضالنا، وتشتري منهم الأسلحة الفتاكة، وربما يرتاح العالم من إرسال المساعدات والشحادة!!!
عالمنا للاستهلاك فقط حتى الكتب الدينية وسجادات الصلاة مستوردة واذا حققنا جيدا برأس العربي نجدها تشبه العرق الأصفر!
مصطلح الرجولة لا يطلق على جميع الذكور ولا بحمل السلاح وترويع الأطفال، الرجل الحقيقي يسعى من أجل حياة كريمة ويقوم بدوره ويخلد إسمه بدل الشتائم ولعنة روحه يترحمه الناس لسماع ذكره،
الرجولة ثقة في النفس وقدرات عقلية متزنة وفهم للحياة أن يكون متسامح ومخلص، الرجل الحقيقي لا يكذب يعامل الآخرين بلطف لا يتعمد أذية الآمنين ويكون سبب في ازهاق الأرواح، يداري الصغار ويتلطف بقلوب الكبار، يسيطر على أعصابه ويتمالك نفسه في الصراعات ، الرجل الحقيقي يساعد الناس بدون تباهي وتفاخر ، ومقولة السلاح زينة الرجال خدعة دمرت الكثير من المجتمعات وجهلتها!
زينة الرجل عقله وعلمه وثقافته واخلاقه وإنسانيته .