بقلم: سماحة الشيخ كفاح المرعبي
“عجبت لمن لا يجد قوت يومه كيف لا يخرج على الناس شاهرا سيفه!”
“أينما ذهب الفقر، قال له الكفر خذني معك”.
أبو ذر الغفاري رضي الله عنه
في بلد كان الحل في إنهاء الحرب فيه، أن يتحول زعيم الميليشيا الى أمير أو وزير!
في بلد غدا الزعيم بدل أن ينهب ثروات الوطن بالمدفع والرشاش، أصبح ينهبها بالورقة والقلم!
في بلد بدل أن يدعم الشعبُ الحملةَ الإنتخابية للمرشح بأموالهم الخاصة حتى يحاسبوه.. تدعمه القوى الأجنبية فيوزّع كرامات الناس قبل الإنتخابات مستغلا فقرهم وعوزهم وجشعهم (في بعض الأحيان)، دولارات معدودة، فلا حساب ولا سؤال..
في بلد ارتضت القوى العالمية تسليم زمام أمره لدولة إقليمية أو دولتين، واحدة ترتهن موارده الإقتصادية وثانية ترتهن قراره السياسي، فضاع الشعب بين طلب عيش وكرامة حرية.
في بلد أُريدَ لعامة الناس أن يتحاسدوا ويتدابروا ويغار بعضهم من بعض، من خلال ذلٍّ اقتصادي وقلة مؤونة وشح موارد أساسية، لتعلوَ الأنانيةُ وتضيق الأخلاق بأصحابها فيتقاتل الناس لأتفه الأسباب ويعتدي الجار على جاره ويأكل القوي المدعوم حق الضعيف المحروم!
في مثل هكذا بلد تصبح الأخلاق عملة نادرة، من يتحلى بها هو في جهاد عظيم، فطوبى له.
وتغدو أعمال الخير واحات حياة، من يدعو الناس اليها هو كمن {أحيا الناس جميعا}، فطوبى له.
وتغدو كلمة حق عند كل سلطان جائر (سلطان الحارة وسلطان الحي وسلطان القرية والمدينة والدولة) واجبة..
اللهم فرجا من عندك يا لطيف..