كم نحن بحاجة لـ ″قيس سعيّد″ لبناني؟ … مرسال الترس

كم نحن بحاجة لـ ″قيس سعيّد″ لبناني؟ … مرسال الترس

ضجّت وسائل الإعلام العالمية منذ يومين بالخطوات الحاسمة التي إتخذها الرئيس التونسي قيس سعيّد، وهو إستاذ في القانون الدستوري، لمحاربة الفساد في بلاده والتي إنقسمت المواقف حول أحقيتها أو أهدافها. ولكن جميع الخبراء في الشأن الدولي أجمعوا على أن ما قام به هو خطوة جريئة ونادرة  في كشف المستور أو عدم مداهنة من يقدم مصالحه الخاصة على حقوق مواطنيه.
بعيداً عن الخلفيات السياسية والدينية التي تتوغل في ثنايا قرارات الرئيس التونسي المثير للجدل منذ وصوله إلى السلطة قبل سنتين ونصف، فلا بد من تسليط الضوء على الجوانب الاجتماعية التي استهدفها بقرراته التي استفزت البعض، وحظيت بتصفيق القسم الاكبر من المراقبين والمتابعين:

فقد أعلن الرئيس سعيّد “أن ثمة 460 شخصا نهبوا أموالاً تونسية، عارضا عليهم تسوية حال إعادتها”، فهل من مسؤول لبناني يجرؤ على إعلان عدد الذين نهبوا وسرقوا في لبنان (ربما لم يتوصل أحد لمعرفة ذاك العدد بعد!)؟.
وأعلن “إنه تم سرقة نحو 5 مليار دولار من شعب البلاد”، فهل من مسؤول لبناني يغامر في إعلان أرقام النهب والسلب في لبنان؟ (هناك تقرير فرنسي تحدث عن هدر 370 مليار دولار منذ العام 1987)؟
الرئيس التونسي “دعا التجار لخفض الأسعار وأن يتحلوا بروح وطنية في هذه الظروف العصيبة والأيام التاريخية التي تعيشها البلاد، طالباً منهم أن يتحلوا بشعور وطني قبل أي شعور آخر يقوم على الربح أو استغلال هذا الظرف للمضاربة والاحتكار”. فهل هناك بلد في العالم عاش أو يعيش الأيام العصيبة التي يعيشها لبنان والتي أضاع فيها أبناء الوطن جنى أعمارهم بسبب السياسات المالية لمصرف لبنان والمصارف. مضافاً اليها جشع تجار الأزمات الذي لا يوجد له مقياس على الأرض اللبنانية؟

وقال الرئيس سعيّد: “هذه الأموال المتخلدة بذمة هؤلاء، يجب أن تعود إلى الشعب التونسي”. بينما في لبنان ما زالوا يبحثون منذ سنتين عن جنس ملائكة “الكابيتال كونترول” و”التدقيق الجنائي”، ولا يبدو أنهم سيصلون إلى نتيجة لأن مافيات النهب والسلب والفساد متحكمة برقاب الجميع!

على خط موازٍ أكد  أمين عام “حركة تونس إلى الأمام” عُبيد البريكي: “أن الرئيس سعيّد تبنّى الحل الأمثل لأن العديد من النواب ضالعون بدورهم في ملفات فساد”! فماذا عسانا  نقول عن السياسيين والمسؤولين في بلادنا، من الذين ضجّت وسائل الإعلام بإخبار فضائحهم وفسادهم ناهيك عن ثرواتهم وأعراس حديثي النعمة منهم؟
وأوضح البريكي أن المسألة لم تحسم بعد، خاصة وأن هناك جبهة معارضة بصدد التشكل للوقوف في وجه الرئيس”، فماذا نقول عن تحالفات المافيات في بلادنا للوقوف بوجه كل من يفكر في إحداث أي إعادة نظر في ما يجري على أرضنا من موبقات؟
يبدو ان العديد من الدول ستحشر أنفها في أحداث ذاك البلد في غرب المتوسط، إذ قال الرئيس سعيّد: “نحن دولة لا نتسول وهناك ضغوطات مالية نتيجة لجملة من الاختيارات الاقتصادية”. ويبقى الأمل معلقا عل كبار المسؤولين في ذاك البلد الشقيق! بعكس مسؤولي لبنان الذين إرتبط كل منهم بمرجعية خارجية. فيما ثروات هذا البلد في شرق المتوسط تُبدّد على قارعة الطرق الإقليمية والدولية!..

عن Moussa Moussa

شاهد أيضاً

إفطار سنوي حاشد لصندوق الزكاة في عكار

إفطار سنوي حاشد لصندوق الزكاة في عكار نظم صندوق الزكاة في عكار إفطاره السنوي غروب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *