كتب : الدكتور عبدالله غية
لا أعرف من أين أبدأ !! هل أرثي الشهداء، أم أعزّي أهاليهم، أم أعدّد أولئك الذين ارتقوا إلى الحياة الآخرة، أم أكفكف على الأرامل واليتامى والثكالى، أم أبكي حظّنا كوننا ولدنا وترعرعنا في عكار !! في هذه المنطقة العزيزة والغالية التي تنتمي إلى لبنان فقط عند الحاجة إليها دون العناية بحاجاتها!!
عكار هذه، قدرها أن تدفع الشهيد تلو الشهيد عند كل مفصل واستحقاق واضطراب !! نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر .. تقديم ثلّة من الشهداء والجرحى في نهر البارد.. واختفى شاكر العبسي، دفعت شهداء في حادثة الضنية وفي أحداث طرابلس، قدّمت شهداء في أحداث المنية بحنين، وتوالى سقوط شهدائها في مجزرة حلبا، وحادثة عبرا وقدمت الشهداء أيضاً على مذبح الحرية والسيادة بمواجهة العدو الصهيوني، كما لم تبخل بشهادتها في جولات وصولات ضد الارهاب وووو…فتكلّل جبينها بشعارٍ : أنّ أبناءها.. مشاريع شهادة في كل آن !!
لماذا كل هذا ؟ لماذا هذا الاستهتار والاستخفاف بدمائنا ؟؟؟!!!!
أهكذا ينصف أهل الشهداء؟
أهكذا نباع ونشترى في سوق النخاسة،؟؟
لا والف لا ..فعكار فيها من الرجال الذين يستطيعون انتزاع حقوقها وتمثيلها حق تمثيل، عكار بكل بلداتها وقراها تستطيع أن تؤمن الطريق أمام المحروقات بشتى الوسائل عندما لم تقم القوى الأمنية بدورها لا سمح الله !!! والتاريخ يشهد لابن عكار في كل ساحات المواجهة وهؤلاء الحفنة من الشباب المغرر بهم فليسألوا أهاليهم وأجدادهم عن عكار..
.ان هذه الجريمة النكراء هي بحق كل المسؤولين في السلطة على اختلاف مواقعهم ومهما تقاذفوا الاتهامات بحق بعضهم البعض، فالجميع يجب ان يتحمّل مسؤولياته.
وأنتم يا أهلي في عكار ، أما آن الأوان لنخلوا بأنفسنا جميعاً ونولي أمورنا واختياراتنا على قاعدة الكفاءة والنزاهة ؟؟
وأن نختار رؤساء بلدياتنا ورؤساء اتحادتنا ومخاتيرنا ونوابنا في غرف بيضاء في عكار، وليس في الغرف السوداء في بيروت ؟؟ ويجب أن لا نقبل ان نكون أعدادا” وارقاما” في مشاريعهم التي لم تلحظ يوما” مشروعا” يسجل لهم في عكارنا ولن نلحظه في المدى المنظور !!
لذلك، إننا نهيب بالمرجعيات الدينية الإسلامية والمسيحية والاتحادات والبلديات والمخاتير والفاعليات بضرورة الدعوة الى اجتماعات مفتوحة بحضور محافظ عكار ليتحملوا مسؤولياتم تجاه ما ستؤول اليه الأيام والأسابيع القادمة من تفلت للأوضاع الأمنية والاقتصادية والاجتماعية وكيفية العمل لتحصين مجتمعنا من الانزلاق نحو الفوضى وخلق توترات أمنية هنا وهناك من أجل إفراغ عكار من الوجود المسيحي وتركها لقوى الأمر الواقع وصبغها بصفة الارهاب والتمرد والعصيان على الدولة، وهذا ما يريده بعض غرف السفارات لتقسيم لبنان الى فيدراليات على قاعدة طائفية ومذهبية لينعم العدو الصهيوني بالأمن والاستقرار، ونحن نتطاحن فيما بيننا تحت مسميات حزبية او طائفية او مذهبية او حتى عرقية .
لذلك إننا ندق ناقوس الخطر، لنتدارك الأمر، ونحصّن منطقتنا بالوعي والمحبة والايمان بمشروعية حقوقنا …
الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والمصابين والصبر والسلوان لأهالي الضحايا والشكر لكل الدول التي قدمت المساعدة في بلسمة جراح عكار.