قصيدة من أجمل وأرق #الغزل والعتاب من أروع الروائع في الشعر العربي وهالمرة ليزيد بن معاوية متأكد حسب أربع مواقع 😅
- خُذوا بِدَمِي ذَات الوشَاحِ، فإنَّنِي
رَأَيْتُ بِعيْنِي فِي أَنَامِلَهَا دَمِي - أغارُ عليها من أبيها وأمها
ومن خطوةِ المسواكِ إنْ دارَ في الفم ِ - أغارُ على أعطافها مِنْ ثيابها
إذا ألبستْها فوقَ جسمٍ مُنعّم ِ - وأحسدُ أقداحا تقبّلُ ثغرَها
إذا أوضعتْها موضعَ المزج ِفي الفم ِ - ولا تقتلوها إنْ ظفرتُمْ بقتلِها
ولكنْ سَلُوْها كيفَ حلَّ لها دمي - وقولوا لها يا مُنيةَ النفسِ إنني
قتيلُ الهوى والعشقِ لو كنتِ تعلمي - ولا تحسبوا أني قُتلْتُ بصارمٍ
ولكنْ رمتْني مِنْ رُباها بأسْهُمِ - لها حُكمُ لُقمانٍ وصورةُ يوسُفٍ
ونغمةُ داوودٍ وعِفَّـةُ مريمِ - وَلِي حُزْنُ يَعْقوبٍ وَوَحْشَةُ يُونُسٍ
وآلاَمِ أَيُّوبٍ، وحَسْرةُ آدَمِ - ولَوْ قَبْلَ مَبْكَاهَا بَكَيتُ صَبَابةً
بِسُعْدى شَفَيْتُ النَّفْس قَبُلَ التَّنَدُّمِ - ولَكنْ بَكَتْ قَبْلي، فَهَيَّجَ لِي البُكَا
بُكَاهَا، فَكَانَ الفَضْلُ للمُتَقَدِّمِ - بكيتُ على مَنْ زيَّنَ الحُسْنُ وجهَهـا
وليسَ لها مثـَلٌ بِعُـربٍ وأعجمِ - مدنيَّةُ الأَلْحَاظِ، مَكيَّةُ الحَشَا،
هِلالِيَّةُ العَيْنَينِ طَائِيَّةُ الفَمِ - مُنَعَّمَةُ الأَعطَافِ يَجرِي وِشَاحُهَا
عَلَى كَشْحِ مُرْتَجِّ الرَّوَادِفِ أَهْضَمِ - ومَمشُوطةٌ بِالمِسْكِ قَدْ فَاحَ نَشْرُهَا
بِثَغرٍ، كَأَنَّ الدُرَّ فِيهِ مُنَظَّمِ - أشارتْ بطرفِ العَينِ خشيةَ أهلِها
إشارةَ محزونٍ ولــمْ تتكـلـم ِ - فأيقَنتُ أنَّ الطرفَ قد قالَ مرحبـاً
وأهـلاً وسهـلاً بالحبيـبِ المُتيـَّم ِ - فواللهِ لـولا اللهُ والخـوفُ والرجـا
لعانقتُهـا بيـنَ الحطيـم ِ وزمـزم ِ - وقبلتُهـا تسعـاً وتسعيـنَ قُبـلـة ً
براقـةً بالكـفِّ والـخـَدِّ والـفـم ِ - ووسدتُهـا زنـدي وقبّلـتُ ثغرَهـا
وكانتْ حلالاً لي ولو كنـتُ مُحـرم ِ - ولمـا تلاقينـا وجــدتُ بنانَـهـا
مخضبـةً تحكـي عصـارةَ عَنـدَم ِ - فقلتُ خضبتِ الكفَّ بعـدي ,هكـذا
يكـونُ جزاءَ المستهـام ِ المتيـم ِ - فقالتْ وأبدتْ في الحشى حَرِّ الجوى
مقالةَ مَنْ فـي القولِ لـمْ يتبـرَّم ِ - وَعَيْشِكَ مَا هَذَا خِضَاباً عَرَفْتُهُ
فَلا تَكُ بالبُهْتانِ وَالزُّورِ ظالمي - ولكننـي لمـا رأيـتُـكَ نائياً
وقد كُنتَ كفِّي في الحياةِ ومعصمـي - بَكَيْتُ دَماً يَوْمَ النَّوَى فَمَسَحْتُهُ
بِكَفِّي، وهَذَا الأَثْرُ مِنْ ذَاكَ الدَّمِ