فرض العقوبات على السياسيين الفاشلين.. حقيقة أم مصالح؟… مرسال الترس … في ٢٠٢١/١٢/٢١

فرض العقوبات على السياسيين الفاشلين.. حقيقة أم مصالح؟… مرسال الترس
سفير الشمال في ٢٠٢١/١٢/٢١

هلّل اللبنانيون من عمق جوارحهم عندما سمعوا أبواق الأميركيين والفرنسيين ومعظم الغرب يُطلقون التهديدات تجاه التركيبة الحاكمة في لبنان، بأنها ستحاسبهم بكل ما أنتجت الديمقراطيات الغربية من “أساطيل ردع الفساد”. ولكن عندما دق النفير وظهرت أولى مفاعيل تلك المحاسبات، صُدم اللبنانيون بالاستنسابية التي تم إعتمادها، والتسييس الذي إنحرفت إليه، لأن القاصي والداني في لبنان يُدرك من هم الفاسدون الذين نهبوا اموال الناس وبدّدوها، ولم يصدقوا أن ذاك الغرب (الذي تعود ان يقدم مصالحه ومصالح حلفائه الاستراتيجيين على كل الإهتمامات والحقوق العربية) يتجاهل من هم الفاسدون والناهبون كونه يضع يديه بحزم على حركة الأموال العالمية التي يمر القسم الأعظم منها عبر أروقة نيويورك الشهيرة، وإن الاستنسابية في إختيار الإشخاص الفاسدين وتوجيه التهم إليهم لن تكون في صالح مصداقيته العالمية.
في نهاية الأسبوع المنصرم صدر إعلان صريح من البيت الأبيض يرى فيه “أنّ لبنان يتجه للتحوّل إلى “دولة فاشلة”، مؤكداً التنسيق مع فرنسا ودرس “فرض عقوبات على السياسيين الفاشلين… لأننا لا نريد دولة فاشلة في الشرق الأوسط والمؤشرات تدل على أن لبنان يسير نحو الفشل”.
الجميع يدرك الفرق الشاسع بين الفاشل الذي يسقط في أية مهمة توكل إليه. أما الفاسد فهو نموذج عن المحسوبية والسرقة وملء جيوب المتنفذين. وبالتالي، فيا حضرات الممسكين برقاب حركة الأموال العالمية لن يصدقكم أهل لبنان بأنكم ستكونون منصفين بمحاسبة من عمل على تدمير الوطن، بل إنكم تنظرون إلى ما حصل على الأرض اللبنانية من زاوية مصالحكم ومصالح حلفاءكم. فبعد سنوات من التدمير الممنهج لهذا البلد ونهب الأموال وإفساد مؤسسات الدولة لن يكون كلامكم بفرض عقوبات على “السياسيين الفاشلين” في محله. فهؤلاء يجب على الشعب اللبناني ان يحاسبهم على فشلهم. وعليكم، أنتم الذين تمسكون بناصية العدالة الدولية (المتحيزة باستمرار) وبمفاتيح السياسات المالية العالمية. إذا كنتم صادقين (ولن تكونوا) مد يد العون لفرض عقوبات على “السياسيين المفسدين” الذين نهبوا البلد بطريقة مافياوية ويتملصون من المحاسبة بألف طريقة وطريقة، ولا أحد من اللبنانيين المغلوب على امرهم يستطيع مواجهتهم. في حين بدأت ترتسم علامات إستفهام كبيرة جداً على آدائكم. فإذا كنتم خلال سنتين لا تعرفون من هم أولئك المفسدين، وكيف يمكن توجيه الإتهامات إليهم، فمعنى ذلك انكم متواطئون حتى العظم في تدمير بلد له كل مقومات النجاح، وتعملون المستحيل من اجل تطويعه، ولو كان ذلك عبر إعادته إلى العصر الحجري؟!  

عن Moussa Moussa

شاهد أيضاً

الإنتخابات البلدية طارت

تكشف أوساط متابعة للشأن البلدي أن الاتجاه حُسم لجهة عدم إجراء الإنتخابات البلدية في موعدها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *