لماذا لا يكسر ″الحكيم″ رجل الدجاجة بدل أن يكشها؟… مرسال الترس
يعتمد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أسلوب الضّخ الإعلامي المكثّف، لعل بعض ″أفكاره المتقدمة جداً″ تَعْلُق في أذهان اللبنانيين الذين بعدما اصابهم من ويلات سياسية ومالية ومعيشية وصحية، يتمنون لو يَعتمد السياسيون في لبنان قلة الكلام أو عدمه، والتفكير في ما يمكن تقديمه من أفكار تساعد على الخروج من الأنفاق التي سجنتهم فيها السياسات العقيمة التي إعتمدها سياسيو لبنان منذ ثلاثة عقود، وللصدفة المؤلمة أن ″الحكيم″ أحدهم!
أحدث الأفكار المتقدمة تلك كانت منتصف هذا الأسبوع، عبر حديث إذاعي، حيث رأى جعجع أن: “الطريق الإقرب والأقصر للخروج من الأزمة هي الانتخابات النيابية المُبكرة… لذا أدعو باقي النواب الى الاستقالة من المجلس النيابي”!
والسؤال الذي يطرح نفسه هو: قبل أن تدعو النواب إلى الإستقالة، فلماذا لا تصدر توجيهاتك إلى أعضاء كتلة “الجمهورية القوية” لكي يقدموا استقالاتهم؟ وبخاصة أن الجميع يعلمون أن النواب الثمانية الذين استقالوا الصيف الفائت إثر الانفجار الكارثي في مرفأ بيروت، كانوا قد أخذوا جرعات دعم بأن نوابكم ونواب تيار المستقبل سيستقيلون! فدبت الأريحية بهم وأرادوا أن يكسبوا قصب السباق، فسارعوا إلى إعلان استقالاتهم، ليجدوا أنفسهم وحيدين خارج ساحة النجمة، فيما تخلّفتم أنتم عن الإيفاء بما حرضّتم عليه! وبدل أن تدعوا النواب مجدداً إلى الاستقالة فلما لا يكون نوابكم المبادرون، أم انكم تخشون أن تقعوا في نفس الحفرة التي سبقكم إليها النواب الثمانية؟.
وفي المقابلة أيضاً جاءت الأفكار التالية: “مع الانتخابات النيابية المُبكرة ستتغير الاكثرية النيابية وسنذهب الى انتخاب رئيس جديد وحكومة جديدة”!
والإحتمالات المفترضة على هذه المقترحات تتضمن التالي: “هل يضمن حزبكم وحلفاؤه أنكم ستحصلون على الأكثرية النيابية، وما هي المعطيات الملموسة لديكم في هذا المجال”؟ ومن هم حلفاؤكم من الأفرقاء على الساحة السياسية في لبنان؟
ولنسلّم جدلاً أنكم ستحصلون على تلك الغالبية، فمن هو رئيس الحكومة الجديد الذي ستختارونه ليكون بديلاً لرئيس تيار المستقبل سعد الحريري الذي فرض نفسه رئيساً مكلفاً (وانتم من الكتل التي لم تسمه) بدون ان تكون له نية بالتشكيل، وفق معظم المؤشرات على ما يقوم به من حركة داخلية او خارجية. فهل فَرَط التحالف بين حزبكم والتيار الأزرق إلى غير رجعة؟
واذا اتيحت الفرصة لكم بالحصول على الغالبية النيابية، فمن هي الشخصية السنية التي ستدعمونها، والتي ستحوذ على أكثرية نيابية تجعلها رئيساً مكلفاً للحكومة؟ ومن يضمن أن تعاملها مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون سيكون سهلاً لتشكيل الحكومة التي تحلمون بها؟ أم لعلكم تقصدون بعبارة “رئيس جديد” رئيس جمهورية جديد بعد أن يستقيل الرئيس عون كما تدعونه في كل خطاباتكم اللفظية والمكتوبة! ولعلكم تدركون جيداً أنه لن يستقيل ولن يخرج من قصر بعبدا حتى آخر لحظة من ولايته، كما فعل معظم رؤساء الجمهورية الذين واجهتهم مصاعب أثناء توليهم المسؤولية!.
الحكمة القديمة تقول: “خير الكلام ما قلّ ودّل، فليت السياسيون في لبنان يعتمدون خير الكلام والأفعال في هذه الأزمة المستعصية على الحل! وعسى أن يكسر الحكيم رجل الدجاجة بدل أن يكشها!!..