لماذا قال له: ″لأمثالك غنيّت″؟… مرسال الترس

لماذا قال له: ″لأمثالك غنيّت″؟… مرسال الترس

عشية حلول الذكرى الثانية لإنطلاق “الحراك الشعبي” في لبنان في السابع عشر من الشهر المقبل، يبدو أن اللبنانيين قد باتوا مخدرين من حجم الصدمات التي وقعت على رؤوسهم. فأولئك الناس الذين إندفعوا إلى الشوارع في العام 2019 حاملين الأمل بتغيير الواقع المتجه نحو الهاوية، خرجوا من الطرقات بعد وقت قصير بعدما صادر بعض السياسيين والأحزاب وأزلامهم حلمهم، ومارسوا أبشع أنواع الاستغلال السياسي لوجع الناس!
وبالرغم من أن بعض الحراك قد نجح في منع السياسيين والمسؤولين ولفترة محدودة من الظهور العلني في هذا المطعم أو تلك الندوة، الاّ أنهم وجدوا أنفسهم بعد سنتين يتفرجون مثلاً عن الرفع الكامل عن دعم المحروقات التي هي العصب المحوري للعديد من مفاصل الحياة، مترافقاً مع إنهيار العملة وإلتهاب الإسعار، في حين ان حراكهم كان قد إنطلق من اجل التفكير بإضافة بضعة سنتات على الهاتف الخلوي.
صحيح ان الحكومة الجديدة لم تلتقط أنفاسها بعد، لإحداث بعض الفرق في إعادة الهدوء إلى الاسواق، ولكن الملاحظ أن معظم السياسيين والمسؤولين يمارسون النمط نفسه من الأداء في التصريحات والمواقف، وكأن شيئاً لم يحدث في البلد الذي باتت أزمته من ضمن أسوأ الأسوأ في العالم، الأمر الذي دفع الفنان زين العمر إلى توجيه الإتهام لنائب رئيس مجلس النواب اللبناني ايلي الفرزلي عبر تغريدةٍ له على أحد موقع التواصل الإجتماعي فكتب: “ايلي الفرزلي عم بيحاضر بالعفة. انا غنّيت “شو عملتلي بالبلد” لأمثالك”.
وأضاف: “انت بالذات من يللي صلبوا المسيح. لا ثقة لمن باعونا بـ 30 من الفضة وعلى ثيابنا اقترعوا”!
وإذا كانت تلك التغريدة من شخص لمسؤول واحد، ولكنها تعكس وجع شريحة واسعة من اللبنانيين على آداء أنماط من السياسيين والمسؤولين لم تغير أحداث السنتين المنصرمتين من ظواهره، إن كان في المواقف الممجوجة التي تحرص على حماية تلك المصالح الشخصية الفاقعة، أو في نمط ممارستهم لنشاطهم اليومي في الإجتماعات والقرارات. بحيث أنهم يجتمعون في أوقات فراغهم بينما الظروف تتطلب منهم ان يعقدوا إجتماعات مفتوحة لمتابعة القضايا الطارئة والمؤلمة والتي تنبت يوميا كالفطر. ويتخذون القرارات بعد فوات الآوان الأمر الذي يجعلها بدون جدوى.
فمتى تترافق الإجتماعات مع سرعة الأحداث، وتُتخذ القرارات عند حاجتها لن يعود أحد بحاجة ليغني لإمثال هذا أو ذاك عن خراب البلد!

عن Moussa Moussa

شاهد أيضاً

الإنتخابات البلدية طارت

تكشف أوساط متابعة للشأن البلدي أن الاتجاه حُسم لجهة عدم إجراء الإنتخابات البلدية في موعدها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *